متابعه بشري ابراهيم
منذ توليه منصب محافظ سوهاج، واجه اللواء عبد الفتاح سراج الدين العديد من التحديات التي تتعلق بالبنية التحتية، والصحة، والتموين، وغيرها من الملفات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. ومع الضجة التي أُثيرت حول قراراته وتحركاته منذ اليوم الأول، أصبح محور اهتمام الرأي العام، سواء في الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بعد فترة من العمل الميداني والزيارات المفاجئة، بدأت الصورة تتضح أكثر حول استراتيجيته لإدارة المحافظة.
• البداية.. جدل واسع حول قراراته الصارمة
لم يكن استقبال اللواء سراج الدين في محافظة سوهاج هادئًا، حيث واجه ردود فعل متباينة بسبب أسلوبه المباشر والصارم في التعامل مع القضايا … ومنذ الأيام الأولى، لفت الأنظار بتكثيف جولاته الميدانية، واهتمامه بالرقابة الصارمة على القطاعات الخدمية، مما أدى إلى مشادات كلامية في بعض زياراته، خاصة في قطاع الصحة.
إحدى الحوادث التي أثارت الجدل كانت زيارته لإحدى المستشفيات، حيث دخل في مشادة كلامية مع إحدى العاملات بسبب الإهمال وسوء الخدمات … هذا الموقف جعل البعض يرى أنه مسؤول صارم لا يقبل التقصير، بينما اعتبره آخرون أسلوبًا شديد اللهجة يحتاج إلى مرونة أكبر. ومع ذلك، لم يتراجع عن نهجه في المتابعة الدقيقة لكل كبيرة وصغيرة داخل المحافظة.
• إنجازات على أرض الواقع
رغم الجدل الذي أحاط به، إلا أن اللواء سراج الدين تمكن من تحقيق عدة إنجازات ملموسة خلال فترة توليه، خاصة في القطاعات الحيوية:
١- البنية التحتية والطرق
قام بالإشراف على تنفيذ مشروع كوبري المراغة العلوي، الذي يهدف إلى تسهيل حركة المرور وتقليل الحوادث، مع تحديد موعد نهائي لتشغيله.
بالاضافة الي متابعة أعمال تطوير الطرق الداخلية بالمحافظة، وخاصة في المناطق الريفية، لتحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين.
٢- الصحة والمستشفيات
تفقد العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، واتخاذ قرارات سريعة لإصلاح القصور الإداري وسوء الخدمات.
كما دعم مشروعات الصرف الصحي، وخاصة في مركز المنشاة، لتحسين الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض الناتجة عن مشكلات الصرف.
٣- التموين والرقابة على الأسواق
ومنها إطلاق حملات لمكافحة الغش التجاري وضبط الأسواق، مما أدى إلى كشف العديد من التجاوزات في السلع التموينية.
ذلك غير التصدي لظاهرة الألعاب النارية التي انتشرت مؤخرًا، عبر شن حملات مشتركة بين مديرية التموين والجهات المعنية.
• الزيارات والمبادرات المجتمعية
لم يقتصر دوره على الجوانب الإدارية فقط، بل حرص على المشاركة في عدة مبادرات مجتمعية، مثل:
دعمه لمبادرة “نادي رواد أعمال سوهاج”، التي تهدف إلى مساندة الشباب في إقامة مشروعاتهم الخاصة.
و عقد لقاءات دورية مع المواطنين للاستماع إلى مشكلاتهم، ما عزز التواصل المباشر بينه وبين أهالي المحافظة.
• الرؤية المستقبلية
يسعى اللواء عبد الفتاح سراج الدين إلى تحويل سوهاج إلى محافظة تجمع بين التنمية الصناعية والسياحية، وذلك من خلال استقطاب استثمارات جديدة وتحفيز المشروعات الصغيرة. كما يؤكد دائمًا على ضرورة التعاون بين الجهات المختلفة لتحقيق هذه الرؤية، مع إعطاء الأولوية لتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية.
• ختاما
على الرغم من الجدل الذي أُثير حول بعض قراراته، إلا أن ما لا يمكن إنكاره هو النشاط الملحوظ الذي أضفاه على إدارة المحافظة. وبينما يستمر في تنفيذ خططه الطموحة، يبقى السؤال الأهم: هل ستؤتي هذه الجهود ثمارها على المدى البعيد، وتحقق نقلة نوعية في سوهاج؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.