حوادثعاجلمقالات

الديب يتحدى عشماوى.. حكاية المحامى الشهير مع قضايا الإعدام وسر قبوله قضية قاتل نيرة أشرف

الديب وعشماوى وقاتل نيرة

 

ما زالت قضية الطالب محمد عادل قاتل نيرة المعروفة إعلاميا بـ«طالبة المنصورة»، التي لقيت مصرعها منذ أقل من شهر أمام الجامعة وأحيلت أوراقه لفضيلة مفتي الجمهورية، وتم النطق بإعدامه الأربعاء 6 يوليو، وأعلن فريد الدب المحامى بالنقض
مهمة الدفاع عنه من أجل إنقاذه، وتعاطف معه العديد، بينما غضب الآخرون، وتهللت أسارير أسرة المتهم بهذا الخبر، وأملهم في نجاة فلذة كبدهم من ارتداء البدلة الحمراء.

قال فريد الديب المحامي بالنقض، فى تصريحات له عقب النطق بالحكم إن لديه 60 يوما للاطلاع على أوراق الدعوي والحكم الصادر بحق محمد عادل، وكتابة مذكرة الطعن على الحكم القضائي الصادر وإعداد مذكرة بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض، ورفض الرد على أمور يتم تداولها عبر السوشيال ميديا عن أتعابه

من جهته، قال المستشار عدلي حسين، محافظ القليوبية الأسبق، إنه لا صلة له بقضية مقتل الطالبة نيرة أشرف، المعروفة إعلاميًا بـ«طالبة المنصورة»، والمتهم فيها الطالب محمد عادل، والتي أحالت محكمة جنايات المنصورة أوراق الدعوى إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي في إعدامه، وحددت المحكمة جلسة غد الأربعاء للنطق بالحكم.

ومن جانبه قال المحامي أحمد أحمد، دفاع محمد عادل المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف في المنصورة، فى تصريحات له  إن ما أثير حول إسناد القضية للمحامي فريد الديب للدفاع عن موكله غير صحيح، مؤكدًا أنه المحامي الوحيد الموكل من أسرة الجاني للترافع عنه أمام محكمة الجنايات.

وطالب محامي الجاني عدم الانسياق وراء ما يتم إثارته حول تدخل “الديب” في القضية، موضحًا أنه يحتاج أولا للحصول على توكيل من المتهم وهو الأمر الذي لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.

وأكد محامي المتهم بقتل نيرة أنه لا يزال فصل ثان في القضية أمام محكمة النقض بعد صدور حكم أول درجة من الجنايات، وقد يصح حديث “الديب” لكن إلا الآن لم يتخذ خطوة جادة كما تناولت بعض المواقع الإخبارية.

وعلقت أسرة الطالبة نيرة أشرف، على قبول فريد الديب الدفاع عن المتهم بقتل الراحلة، إنهم واثقون في القضاء المصري العادل، وإن حقهم لن يضيع أبدا.

علقت شقيقة الضحية هدير أشرف على تولي الديب، محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك، الدفاع عن المتهم بذبح شقيقتها، وكتبت عبر حسابها في موقع “فيسبوك”: “الله لن يضيعنا لو اجتمع أهل الأرض أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء إلا ما كتبه الله لك.. واثقة في ربنا، ربنا العدل الحق”.

وأكدت شقيقة المجني عليها ثقتها في القضاء المصري ليجعل الطالب القاتل عبرة لغيره بتأييد حكم الإعدام، وكتبت: “واثقة في قضاء مصر لأنها قضية رأي عام، لازم يكون عبرة للعالم كله، وإن لم يحدث فمصر ستهتز صورتها أمام العالم، ولن يحدث ذلك أبدا، يارب انصرنا على القوم الظالمين”.

بينما قالت والدة نيرة أشرف إن قرار الديب بالدفاع والترافع عن المتهم محمد عادل صدمنا، مضيفة: “معانا ربنا، الله أكبر فوق كل شيء ونطالب بالقصاص من المتهم، وإعدامه على الهواء مباشرة”.

كان فريد الديب، المحامي بالنقض، قال إنه لا يمانع في الدفاع عن المتهم محمد عادل، في واقعة مقتل «نيرة أشرف» المعروفة إعلاميًا بـ«طالبة جامعة المنصورة»، والتي أرسلت محكمة جنايات المنصورة أوراق الدعوى إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي في إعدامه، وحددت المحكمة الأربعاء للنطق بالحكم وحكمت بإعدامه.

كانت محكمة جنايات المنصورة قد قررت الأسبوع الماضي إحالة أوراق المتهم محمد عادل الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب في واقعة قتل نيرة أشرف، إلى مفتي الجمهورية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وذلك بعد أن قتل الطالبة التي عرفت إعلاميًا بـ«طالبة المنصورة»، أمام إحدى بوابات الجامعة في الـ20 من يونيو الماضي، واستطاع الأهالي ضبط المتهم في الحال، وتم تسليمه إلى الشرطة، التي حضرت إلى موقع الجريمة فورا، وأحيلت القضية إلى محكمة جنايات المنصورة بالدائرة الثانية، عقب الواقعة بـ48 ساعة فقط، التي قررت في ثاني جلساتها إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتى الديار المصرية، لإبداء الرأى الشرعى في إعدامه، وحددت جلسة غد الأربعاء للنطق بالحكم.

أمرالنائب العام بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته بتهمة ذبح طالبة المنصورة نيرة أشرف عمدا مع سبق الإصرار.

قاتل نيرة أشرف

وذكرت النيابة، في بيان، أن المتهم بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها.

جاء قرار الإحالة بعد 48 ساعة من وقوع الحادث، كما تم التنسيق مع محكمة الاستئناف المختصة وتحددت أولى جلسات المحاكمة يوم الأحد المقبل الموافق السادس والعشرين من الشهر الحالي.

كانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قبل المتهم من شهادة خمسة وعشرين شاهدا منهم طلاب، وأفراد أمن الجامعة، وعمال بمحلات بمحيط الواقعة، أكدوا رؤيتهم المتهم حال ارتكابه الجريمة، وفي مقدمتهم زميلات المجني عليها اللاتي كن بصحبتها حينما باغتها المتهم، وآخرون هددهم حينما حاولوا الذود عنها خلال تعديه عليها، وكذا ذوو المجني عليها، وأصدقاؤها الذين أكدوا اعتياد تعرض المتهم وتهديده لها بالإيذاء لرفضها الارتباط به بعدما تقدم لخطبتها، ومحاولته أكثر من مرة إرغامها على ذلك مما ألجأهم إلى تحرير عدة محاضر ضده.

وأكدت النيابة أن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها للوقوف على توقيت استقلالها الحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، ورفضها إجابته، مؤكدين جميعا تصميم المتهم على قتل المجني عليها، كما أكد صاحب الشركة مالكة الحافلة علمه من العاملين بها تتبع المتهم المجني عليها بالحافلة التي اعتادت استقلالها إلى الجامعة.

وشهد رئيس المباحث مجري التحريات من تطور الخلاف الناشئ بين المجني عليها وبين المتهم لرفضها الارتباط به إلى تعرضه الدائم لها، حتى عقد العزم على قتلها، وتخير ميقات اختبارات نهاية العام الدراسي ليقينه من تواجدها بالجامعة موعدا لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت ركوبها، وقتلها لدى وصولها للجامعة.

كما أقامت النيابة العامة الدليل قبل المتهم مما ثبت من فحص هاتفها المحمول الذي أسفر عن احتوائه على رسائل عديدة جاءتها من المتهم تضمنت تهديدات لها بالقتل ذبحا، وكذا ما ثبت من مشاهدة تسجيلات آلات المراقبة التي ضبطتها النيابة العامة بمسرح الجريمة الممتد من مكان استقلال المجني عليها الحافلة حتى أمام الجامعة، حيث ظهر بها استقلال المتهم ذات الحافلة مع المجني عليها، وتتبعه لها بعد خروجها منها، ورصد كافة ملابسات قتلها عند اقترابها من الجامعة، وإشهار السلاح في وجه من حاول الذود عنها.

كما استندت النيابة العامة في أدلتها إلى إقرار المتهم التفصيلي بارتكابه الجريمة خلال استجوابه في التحقيقات، والمحاكاة التصويرية التي أجراها في مسرح الجريمة وبين فيها كيفية ارتكابها، فضلا عما أسفر عنه تقرير الصفة التشريحية لجثمان المجني عليها من جواز حدوث الواقعة وفق التصور الذي انتهت إليه التحقيقات.

وعُرف عن فريد الديب المحامي الشهير طوال تاريخه بالمحاماة، توليه القضايا الشائكة والمثيرة للجدل دائمًا، فهو دائم الترافع عن قضايا الرأي العام الأكثر شهرة باعتبار أن موكلوه من فئات وطبقات مختلفة من مشاهير المجتمع.

ويمتلك الديب تاريخًا حافلًا داخل ساحات المحاكم، ووضح ذلك جليًا في مرافعاته الشهيرة للأديب نجيب محفوظ، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في قضية القرن.

من أشهر القضايا التي عمل بها فريد الديب تلك الخاصة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث تولى الدفاع عنه هو وعائلته.

ولم يدافع الديب عن مبارك في قضية واحدة بل دافع عنه في ٣ تهم، وهي الاشتراك في قتل المتظاهرين والحصول على هدايا من الشركة التي يمثلها حسين سالم والاشتراك مع وزير البترول الأسبق في تصدير الغاز الإسرائيلي بأسعار زهيدة.

وظل “الديب” يترافع ويدافع عن “مبارك” وعائلته حتى قضت المحكمة ببراءته وكل مَن معه من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالي في عام 2018.

ترافع المحامي فريد الديب عن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية المعروفة إعلاميًا بـ “الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية”.

وجلب للعادلي البراءة وتغريمه مبلغ 500 جنيه، ورفضت محكمة النقض طعن النيابة على براءة العادلي والغرامة الموقعة عليه.

ولم تكن هذه القضية الوحيدة التي ترافع فيها “الديب” عن العادلي لكنه قام بتبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته.

فجر المحامي فريد الديب مفاجأة هي الأولى من نوعها حين تولى الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام متعب عزام في عام 1996، الذي قبض عليه أثناء زيارته لمصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.

ووقف “الديب” مدافعًا عن الجاسوس الإسرائيلي وسط غضب من الرأي العام حينها باعتبارها قضية أمن قومي دون خوف أو قلق مقتنعاً ببراءة المتهم.

كما دافع الديب عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى على خلفية اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.

وبعد حكم المحكمة بإحالته إلى فضيلة المفتي، استطاع فريد الديب تخفيف الحكم ليصل إلى السجن المشدد 15 عاماً، ليؤكد فيما بعد أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بريء من قضية مقتل سوزان تميم، ولذلك ألغت محكمة النقض حكم الإعدام.

وتعد قضية رجل الأعمال “حسن راتب” المتهم في قضية الآثار الكبرى آخر قضاياه، حيث قال للقاضي خلال الجلسة أنه مريض بالسرطان وستكون هذه آخر قضية له في محاكم الجنايات.

تابع الديب: “أنا قربت على 80 سنة وكثر عليا الأمراض بين سرطان دم وغيرها، أنا اشتغلت 60 سنة في السلك القضائي، والعمل في المحاماة، وخلاص سأعتزل العمل العام”.

وتراجع بعد ذلك عن تصريحاته عن اعتزال العمل كمحامٍ، لكنه لن يترافع مجددا أمام محاكم الجنايات، مضيفًا: لم أقل أنني أنتوي الاعتزال، لكني قلت أنني لن أترافع أمام محاكم الجنايات مجددًا.

بالاضافة لوجود أخبار عن البحث عن دفع دية لإنقاذه، حيث بدأت الحكاية بعد الانتهاء من الجلسة قبل الماضية عند احالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي، حينما أطلق أحد المحامين، حملة لجمع دية نيرة أشرف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، موضحا أنه حق شرعي ورخصة قانونية، «مش عيب ولا حرام، لكن العيب والحرام أننا نشارك في مقتل محمد عادل، ونقف نتفرج».

تعاطف البعض معه، خاصة حينما صرح بأنه تبرع بمبلغ يقدر بـ10 آلاف جنيه، لكن البعض الآخر انتابته حالة من الغضب، مستنكرين فعلته، لأنه يريد إنقاذ شخص أزهق روحا بريئة، وتسبب في مقتلها بطريقة تنزف لها القلوب، عندما ذبحها أمام المارة، وهي في ريعان شبابها.

لكن الغريب في الأمر، تعاطف المصريين في اليونان مع القاتل محمد عادل، وطلبهم من المحامي فريد الديب، تولي القضية، وكان ذلك خلال تواجده باليونان، ما دفع «الديب» لدراسة القضية، وتحديد قبوله للطعن في جلسة النطق بالحكم، المقرر عقدها غدا، في محكمة جنايات المنصورة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى