دنيا ودينعاجل

يوم عاشوراء.. اليهود كانوا يعظمونه والرسول سن صيامه وحقيقة إخراج سيدنا يوسف من السجن فيه

يوم عاشوراء
يوم عاشوراء

 

يحل غدًا الاثنين يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم، الذي ينتظره المسلمون من جميع أنحاء العالم في مثل هذا التوقيت من كل عام وذلك للفضل الكبير الذي يعود على المسلم عند صيام يوم عاشوراء من نفحات وخيرات وبركات اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

قصة يوم عاشوراء بدأت حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فوجد اليهود يعظمون اليوم العاشر من شهر محرم، فسألهم عن سبب تعظمهم لذلك اليوم، فأجابوا بأن يوم 10 محرم يعد من الأيام المقدسة بالنسبة لهم فسألهم عن السبب فأجابوا: «ذاك يومًا نجا الله فيه نبيه موسى من فرعون»، فصامه موسى شكرًا لله لذلك يقدسه اليهود، وفقًا لتصريحات تلفزيونية سابقة للشيخ رمضان عبدالمعز.

ويقول «عبدالمعز» إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ردًا على اليهود: «نحن أحق بموسى منكم.. فصامه وسن للأمة صيامه.

يقول الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في تصريحات تلفزيونية سابقة، إن صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة وصيام ذلك اليوم مشهود ومعلوم الثواب والأجر عند الله تعالى، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية»

قال «عبدالسميع»، إن «يوم عاشوراء ُستحب فيه آداب منها التوسعة على العيال»، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من وسع على عياله ي يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»، بمعنى أن يٌطعم الأب أو رب الأسرة أولاده بالطعام الذي لم يتعودوه في سائر السنة أو يكسوهم بكساء لم يعتادوا عليه في سائر السنة في هذا اليوم.

وأضاف أن الكسوة أو المأكل أو المشرب، كل ذلك من توسعة عاشوراء، حيث قال عبدالله ابن المبارك رضي الله عنه: «جربنا هذا الحديث ثلاثين سنة فما أخطأ قط»، موضحًا أن هذه الكلمة تعني أنه كلما وسع شخص على عياله في سنة من السنين وسع الله عليه سائر هذه السنة.

وتابع: «من أراد السعة فليوسع على عياله في هذا اليوم المبارك ومن أراد السعة فيُطعم ويكسوا أبنائه في هذا اليوم فإن التوسعة مشودة ومقبولة ومقابلة من الله سبحانه وتعالى بمزيد من التوسعة فهذه من آداب يوم عاشوراء الكريم».

وأستكمل: صام الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء تسع أو عشر سنوات، وقال: «لإن عشت لقابلًا أصومًا التاسع والعاشر»، فيُسن لمن أراد أن يصوم يوم عاشوراء أن يصوم قبله يومًا أو يصوم بعده يومًا ولو جمع فصام يومًا قبله ويومًا بعده مع صيامه لكان هذا أوفى ومن لم يستطع فيصوم يوم قبله أو بعده فقط، مضيفًا: «ومن لم يستطع فيكفيه ألا يضيع فضل هذ الليوم وأن يصومه.

وتحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، عن الأحداث التي وقعت في يوم عاشوراء وسر صيام الرسول صلى الله عليه وسلم له، مبينًا عدة أحداث أخرى تداولها البعض على أساس أنها وقعت في هذا اليوم وهي من الأحاديث والأخبار الموضوعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكر الشرقاوي أن يوم عاشوراء هو من الأيام التي أظهر الله فيها عز وجل الحق وأمات الباطل، فنجى فيه موسى عليه السلام من الغرق وأغرق فيه فرعون وقومه، وفيه أيضًا انجى الله فيه نوحًا عليه السلام واستوت فيه السفينة على الجودي وهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى الشرقاوي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عاشوراء وهو حديث متفق عليه، راوه ابن عباس قائلًا: “قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ”؟، وذلك اقتداء بسيدنا موسى عليه السلام وشكرًا لله على نعمة نجاة موسى وقومه من الغرق.

وقال الشرقاوي أنه قد ورد أيضًا في مسند أحمد أن سيدنا نوح عليه السلام كان يصوم عاشوراء، فهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرًا لله سبحانه وتعالى، وذكر الشرقاوي أن هناك عدة أحداث عظيمة أخرى حدثت في يوم عاشوراء، ولكن للأسف كل الأحاديث التي ذكروها موضوعة وحكم عليها العلماء بالوضع ولا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:

1. أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي تاب فيه الله على آدم

2. هو اليوم الذي رفع الله فيه تعالى أدريس مكانًا عليا.

3. وقيل هو اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا ابراهيم من النار.

4. اليوم الذي أنزلت فيه التوراة.

5. اليوم الذي خرج فيه يوسف من السجن.

6. اليوم الذي أخرج فيه يونس من بطن الحوت.

7. اليوم الذي فدي فيه إسماعيل من الذبح.

8. اليوم الذي غفر فيه للنبي صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وقال الشرقاوي أن علينا أن نكتفي بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من صحيح السنة، ونصوم عاشوراء اقتداءًا بالنبي صلى الله عليه وسلم وشكرًا لله على نعمة الإسلام وعلى نجاة موسى عليه السلام.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى