رياضةعاجلمقالات

محمد تمساح يكتب.. أمسك أعصابك يا عميد «كواليس خلافات حسام حسن في منتخب مصر»

حسام حسن

 

حسام حسن سيظل شخصية جدلية في تاريخ كرة القدم المصرية،  قدراته التدريبية لا شك فيها، ولكن طريقته الصدامية جعلت فترة توليه مسؤولية المنتخب محفوفة بالخلافات، ربما إذا تعلم حسام التعامل مع الانتقادات بشكل أكثر دبلوماسية، ومع اللاعبين والجماهير بأسلوب أقل صرامة، كان بإمكانه تحقيق إنجازات أكبر على المستوى الدولي.

منذ لحظة تولي حسام حسن مسؤولية تدريب منتخب مصر، كان واضحًا أن الأمر لن يكون هادئًا، فالرجل الذي اعتاد على تقديم كل ما لديه في الملعب كلاعب، وحافظ على نفس الحماس كمدرب، جلب معه شخصية صدامية لا تعرف المجاملات، ولكن، هل كانت خلافاته المتعددة ضرورة في طريق النجاح، أم أنها عائق أمام الاستقرار الذي يحتاجه أي منتخب؟

خلافات حسام حسن مع اتحاد الكرة.. صراع من أجل الصلاحيات أم مشكلة في الإدارة؟ 

حسام حسن

أول وأكبر خلاف لا يمكن إغفاله هو صدامه المتكرر مع اتحاد الكرة المصري، حسام دائمًا كان يرى أن الاتحاد لا يقدم الدعم المطلوب للمنتخب، سواء من ناحية الترتيبات الإدارية أو التخطيط الاستراتيجي. وفي نظر الكثيرين، حسام محق في انتقاداته. منتخب بحجم مصر يحتاج لمنظومة إدارية أكثر تطورًا ودعمًا حقيقيًا للمدرب والجهاز الفنى لكن، هل كان يمكن لحسام أن يعبر عن هذا بشكل أقل صدامية؟ ربما، لكن الحدة كانت جزءًا من شخصيته التي صنعت منه نجمًا في عالم التدريب.

اللاعبين: ضحايا أم مستفيدون من الصرامة؟

ثم تأتي علاقته باللاعبين، حسام معروف بأسلوبه الصارم في التعامل، وهو أمر قد يكون إيجابيًا لفرض الانضباط في الفريق، لكن هذه الصرامة خلقت نوعًا من الاحتكاك مع بعض اللاعبين، محمد صلاح على سبيل المثال، كان في بداية مسيرته عندما تولى حسام المسؤولية، وحدثت اختلافات في وجهات النظر حول كيفية استخدامه في الملعب.

الخلافات لم تقتصر على صلاح فقط، بل طالت أيضًا أسماء محلية بارزة مثل شيكابالا اللاعبون هؤلاء كانوا بين مطرقة حاجة المنتخب وسندان أسلوب حسام الحاد، وربما كان الأمر سيحتاج لتوازن أكبر، إذ قد يؤدي الأسلوب الصارم إلى تدمير الروح المعنوية لبعض اللاعبين.

الإعلام والجماهير..لماذا لا يتقبل حسام النقد؟

وسائل الإعلام كان لها نصيب الأسد من خلافات حسام حسن. الرجل الذي لا يقبل النقد بسهولة، كان يرد دائمًا بحدة على أي محاولة لانتقاد عمله أو نتائج الفريق، وهذا خلق حالة من التوتر بينه وبين الإعلاميين، السؤال هنا: هل كان الإعلام فعلًا غير عادل في تقييمه لحسام، أم أن الأخير كان مفرطًا في الحساسية؟ على الأرجح، كانت الحقيقة في مكان ما بين الاثنين. ولكن كان من الأفضل لحسام أن يتعامل مع النقد بشكل أكثر دبلوماسية، لأن الإعلام هو نافذة أي مدرب للتواصل مع الجماهير.

حسام حسن
حسام حسن

أما الجمهور، فحسام حسن لم يكن بعيدًا عن الصدام معهم أيضًا. جمهور الكرة المصري معروف بشغفه، وقد يكون قاسيًا في بعض الأحيان. حسام، بشخصيته الحادة، لم يكن يتقبل الانتقادات بسهولة. كان هناك دائمًا شعور بالانفصال بينه وبين جزء من الجماهير، خاصة عندما لم يكن الفريق يقدم الأداء المنتظر.

المدربون المنافسون.. مواجهات خارج الملعب

حتى المدربين المنافسين لم يسلموا من صدامات حسام. كانت هناك مشادات مع مدربين آخرين خلال التصفيات والمباريات الودية. حسام، بشخصيته الوطنية الحادة، لم يكن يتحمل أي محاولة للتقليل من قيمة المنتخب أو جهازه الفني، وكان يرد بنفس القوة، سواء كان في الملعب أو أمام الكاميرات. ولكن هذا الأسلوب ربما زاد من الضغط على المنتخب وجعله هدفًا لانتقادات أكبر.

هل كانت كل هذه الخلافات ضرورية؟

حسام حسن

يبقى السؤال الأهم: هل كانت كل هذه الصدامات ضرورية؟ حسام حسن مدرب موهوب، ولا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمه للكرة المصرية، سواء كلاعب أو كمدرب، ولكن، في عالم كرة القدم، النجاح لا يعتمد فقط على المهارة الفنية، القدرة على التعامل مع الإعلام، اللاعبين، والاتحادات الرياضية هو جزء كبير من معادلة النجاح، قد يكون حسام حسن بحاجة لتطوير هذه الجوانب غير الفنية في مسيرته، حتى يكون قادرًا على تحقيق إنجازات أكبر وأكثر استمرارية.

لكن يظل السؤال: هل يمكن لحسام حسن أن يتغير، أم أن هذه الشخصية هي جزء لا يتجزأ من نجاحه كمدرب؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى