عاجلمقالات

الدكتورعمرو الريدي يكتب.. الإرهاب الالكتروني يدق طبول الخطر في السنوات الأخيرة

الدكتور/ عمرو الريدي يكتب... الإرهاب الالكتروني يدق طبول الخطر في السنوات الأخيرة
عمرو الريدي

يعتبر الإرهاب الالكتروني أخطر أنواع الإرهاب في الوقت الحالي نظرا لاتساع نطاق علم البرمجيات والتقنية المتسارعة في النظم المعلوماتية ، وقد مهدت ثورة المعلومات والقدرة على استخدام التكنولوجیا الى بروز اشكال جدیدة

ومتنوعة من القوة الإلكترونیة أخذت تقرع أجراس الخطر في السنوات الأخيرة لتنبيه الحكومات و الأفراد بحجم المخاطر و الخسائر الناجمة عنه ، بوصفه اعتداءا سافرا على الأفراد وتهديدا ظاهرا على الأمن القومي و السيادة الوطنية ، و زعزعة استقرار المجتمع و تماسكه ، فقد مكن التوسع في استخدام الانترنت التنظيمات الإرهابية من التحرك بمرونة عالية وإبراز دورها و إدارة إمكانياتها من مختلف أنحاء العالم ، إذ أصبحت الانترنت منبرا للجماعات و الأفراد لنشر الإرهاب و العنف و الكراهية ووسيلة للاتصال بين الإرهابيين أو بمؤيديهم أو المتعاطفين معهم ، لذا يعتبر الإرهابيون الجدد أن التقنية الالكترونية من أفضل الأسلحة الناعمة في أداء العمل الإرهابي .

يحظى هذا النوع من الإرهاب بجاذبية خاصة عند الجماعات الإرهابية و ذلك لأن الانترنت مجال مفتوح وواسع ليس له حدود كل ما تحتاجه بعض المعلومات لتستطيع إقطحام الحوائط الالكترونية ، و لا يتوقف الأمر عند حد استخدام التنظيمات الإرهابية لوسائل التقنية الحديثة في تنفيذ مخططاتها التخريبية ، بل يتعداه إلى أبعد من ذلك بحيث أدى التطور المتنامي للظاهرة الإرهابية و تعقد شبكاتها الدولية إلى البحث في أحدث التقنيات و الاختراعات العلمية لتسخيرها كوسيلة و كهدف خدمة لمشروعها الإجرامي ، لذا من الأهمية بمكان دراسة هذا النوع الجديد من الإرهاب من كافة الجوانب و بحث طرق مكافحته ، و على هذا الأساس نطرح الإشكالية التالية : ما هو الإرهاب الالكتروني ؟ و ما هي الطرق الكفيلة بمكافحته ؟ .

ما هو الإرهاب الالكتروني ؟

يعرف الإرهاب الالكتروني على أنه ” العدوان أو التخويف أو التهديد ماديا أو معنويا باستخدام الوسائل الالكترونية الصادرة عن الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان دينه ، أو نفسه ، أو عرضه ، أو عقله ، أو ماله ، بغير حق بشتى صنوفه و صور الإفساد في الأرض”.

كما يعرف ايضا بأنه “هجوم عالي الأثر، باستخدام الحاسوب والأنظمة المحوسبة، أو التهديد بالهجَمات من الناشطين من غير الدول على أنظمة المعلومات؛ لتخويف الدول أو المجتمعات، وإرغامها على تحقيق أهداف اجتماعية أو سياسية ما”.

ويختلف عن الإرهاب التقليدي، في خصائصه، ووسائله، ونطاقه، وتأثيره. فهو يعتمد بشكل أساسي على وسائل التقنية الحديثة، ويسخر وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية في تحقيق أهدافه وغاياته، كما يتخذ من الفضاء الإلكترونى ميدانًا لحروبه وصراعاته.

خصائص الإرهاب الالكتروني :

يتميز الإرهاب الإلكتروني بعدد من الخصائص والسمات التي يختلف فيها عن بقية الجرائم، وتحول دون اختلاطه بالإرهاب العادي، ومن الممكن إيجاز أهم تلك الخصائص والسمات ومنها ان الإرهاب الالكتروني جريمة عابرة للقارات و يصعب إثباتها لسهولة إتلاف الأدلة من قبل الجناة أو لصعوبة الوصول إلى الأدلة و لغياب الاعتراف القانوني بطبيعة الأدلة المتعلقة بهذه الجرائم ، وايضا سرية الهوية، وعدم ترك الكثير من الأثر ، كما يتميز الإرهاب الالكتروني بأنه يتم ارتكابه عادة من قبل فئات متعددة تجعل من التنبؤ بالمشتبه بهم أمرا صعبا و انطواءه على سلوكيات غير مؤلوفة كنشر الأفكار الهدامة التي تنسب إلى الدين و بث الفتاوى البعيدة عن أصول الدين و العقيدة على مواقع الشبكة .

أهداف الارهاب الالكتروني:

ويهدف الإرهاب الإلكتروني إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الخبيثة أهمها : الإخلال بالأمن العام وزعزعة استقرار المجتمعات. وجمع الأموال لتمويل التنظيمات والعمليات الإرهابية. والترويج لأفكار ومبادئ مغلوطة. وبث الرعب ونشر الخوف بين السكان، والإضرار بوسائل الاتصالات والبنية التحتية المعلوماتية، والاستفادة في السيطرة المكانية وتجنيد أعضاء جدد، وهجمات الإرهاب الإلكتروني لا تختلف عن الإرهاب التقليدي، من حيث أهدافها السياسية، فكل إرهاب له هدف سياسي مهما تدثر بأثواب اجتماعية أو عرقية أو دينية.

أسباب انتشار الإرهاب الإلكتروني ودوافعه:

وتلخص هذه الأسباب في قابلية الشبكات المعلوماتية للاختراق، وذلك لاحتوائها على ثغرات يسهل التسلل إليها، وقلة التكلفة المادية، ، كذلك سهولة الاستخدام فالهجمات الإلكترونية لا تتطلب الكثير من الجهد، بل يمكن للمنفذ أن يقوم بها داخل غرفته، أيضًا صعوبة الاكتشاف، ومن ثم صعوبة إثبات الجرم الإرهابي.

المخاوف من هجمات الارهاب الالكتروني:

وتتركز المخاوف من هجمات الارهاب الالكتروني في عدد من السيناريوات ،منها:

تطوير فيروس يمكن من السيطرة علي أجهزة الهواتف في مجتمع ما ،وجعلها تتصل كلها في وقت واحد برقم الطوارئ .وتزيد فداحة الخسائر في حالة ترافق مع هذا الشلل تفجير قنبلة في سوق او مبني. كما يمكن توليد برنامج يمكن من قطع التيار الكهربائي لفترة طويلة أو السيطرة علي نظام المراقبة الجوية وتوجيه الطائرات في أحمد المطارات، بحيث تتصادم وتتحطم دون الحاجة الي ارهابيين علي متنها.

ما هي الطرق الكفيلة بمكافحته ؟

 في ظل ازدياد خطورة هذا النوع الجديد من الإرهاب بات من الضروري تضافر الجهود الدولية و العربية بل و حتى الوطنية لمكافحته ، و ذلك عن طريق وضع إستراتيجية أمنية وقضائية عالمية من شأنها ملاحقة و تفكيك الإرهاب الالكتروني و الحد من أثاره الوخيمة ، إلا أن هناك العديد من العقبات التي تقف في سبيل مكافحته لعل أبرزها

– عدم وجود معاهدات دولية لمواجهة المتطلبات الخاصة بالجرائم الالكترونية.

– اختلاف مفاهيم الجريمة باختلاف الحضارات.

– عدم الوصول إلى مفهوم عام و موحد حول النشاط الذي يمكن الاتفاق على تجريمه.

– عدم وجود اتفاق عام مشترك بين الدول حول نماذج إساءة استخدام نظم المعلومات الواجب تجريمها.

– تعقد المشكلات النظامية و الفنية الخاصة بتفتيش نظام معلوماتي خارج حدود الدولة، أو ضبط معلومات مخزنة فيه أو الأمر بتسليمها.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى