المستشارة د. زهراء التميمي تكتب.. رسالة توعية كوميدية
تعد الدراما من أهم وسائل الترفيه والتوعية في المجتمعات العربية. وفي السنوات الأخيرة شهدت الدراما العربية و العراقية على وجه الخصوص تطورًا ملحوظًا في استخدامها للكوميديا الساخرة للتعبير عن الظواهر السلبية في المجتمع بطريقة ذكية وهذا ما يعرف بالنقد البناء.
حيث اصبحت الدراما التي تستهدف الظواهر السلبية في المجتمعات بطريقة فكاهية تعتبر خطوة مبتكرة ومثيرة. هذا النوع من الإنتاجات الفنية يمتلك إمكانية كبيرة في تسليط الضوء
على القضايا الاجتماعية والثقافية بطريقة مشوقة ومسلية.
ونحن كجمهور متلقي يجدر بنا أن نشيد بالجرأة والإبداع التي تتجسد في هذا النوع من الدراما حيث يتم تقديم المواضيع الحساسة والصعبة بطريقة مثيرة للاهتمام ومحفزة للتفكير
مما يساهم في إيصال رسالة العمل الفني بفعالية أكبر وجعلها ملاحظات مستقبلية للجمهور.
والاهم من ذلك ان هذا النوع من الدراما يبرز الجهود المبذولة لمكافحة الظواهر السلبية في المجتمع بطريقة غير تقليدية. بدلاً من التركيز على الجانب السلبي بشكل مباشر، يتم استخدام الفكاهة والطرافة لتشجيع التغيير وتحفيز الجمهور على ايجاد الحلول الممكنة.
كما توفر هذه الدراما الفكاهية للمشاهدين فرصة للاستمتاع بتجربة ترفيهية ممتعة دون التخلي عن رسالة العمل الاجتماعية الهامة التي يحملها. ويعتبر هذا التوازن بين الفكاهة والجدية عاملاً مهماً في نجاح هذه الإنتاجات وانتشارها في الوسط الفني والثقافي.
بشكل خاص ، الدراما العراقية التي تقدم مسلسلات تستهدف الظواهر السلبية في المجتمع بطريقة فكاهية تعتبر خطوة إيجابية ومحفزة لتطوير صناعة الإعلام والفن والترفيه
ويعتبر النقد والطريقة التي يؤدي بها الفنان الشاب احمد وحيد هذه المشاهد في الدراما العراقية وسيلة فعالة للتوعية والتغيير الاجتماعي. حيث يستهدف بأسلوبه المميز الظواهر السلبية في المجتمع مثل الفساد، والفساد الإداري، والتحيز العرقي، والعنف الأسري، والتمييز بين الرجل والمرأة، وقضايا الحب، والانفصال والعلاقات العائلية، وغيرها من القضايا الاجتماعية.
بطريقة فكاهية لإيصال رسالة قوية بطريقة طريفة وممتعة. فعندما يتم تصوير الظاهرة السلبية بشكل كوميدي، يتم تسليط الضوء على أخطائها وعيوبها بشكل مباشر ومثير للضحك، مما يساهم في توعية الجمهور وتحفيزه على التفكير في هذه القضايا بشكل أعمق.
فهي تجمع بين الترفيه والتوعية في آن واحد.