دنيا ودينعاجل

يوم عرفه وجبر الخواطر

 

 

 

 

إبراهيم فياض يكتب

جبر الخواطر و نحن في يوم عظيم أنه يوم عرفه فعلينا جميعا أن نقف بين يدي الله مخلصين الدعاء وجابرين للخواطر،اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر،وتخيروا كلماتكم كما تتخيروا اطايب الطعام،وتلطفوا دوما بافعالكم وتذكروا العشرة ولاتنسوا الفضل بينكم ولا تؤلموا أحد وقولوا للناس حسني وعيشوا انقياء اتقياء اصفياء فإن هذا نهج الانبياء واخلاق النبلاء.

فمن سار بين الناس جابرا الخواطر أدركه الله في جوف المخاطر قال تعالي: ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان)

أن عمل الخير هو النبت الذي لايذبل ولاتتوقف اشجارة عن الاثمار أبدا فهناك حكمه تقول أن فقدت مكان البذور التي بذرتها يوما ما ستخبرك الأمطار اين زرعتها لذلك ابذر الخير فوق أي ارض وتحت أي سماء ومع اي شخص فأنت لاتعلم اين تجده ومتي ستجدة ،ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل اينما زرع ،ومن أعظم الخير أن تدخل الفرحه في نفوس الآخرين فلا تسرق فرحه أحد ولاتقهر قلب أحد ولاتنسي أن البصمه الجميله تبقي الي الابد بعد رحيل صاحبها.

ففي هذا اليوم العظيم يوم عرفه تقرب إلي الله وكن جابرا للخواطر فإن جبر الخواطر عمل عظيم ،وفعل ثمين،بجبر النفوس التي انفطرت والأرواح التي انكسرت،والانفس التي ارهقت،انها مواساة للاخر،والاخذ بيده،وترميم حاله،انها جبر الغني للفقير،والقوي للضعيف،قال صلي الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة،ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخره،والله في عون العبد ماكان العبد في عون اخيه) .

أن الاحساس بالام الناس ومواساتهم في مصائبهم مردودها عظيم في قلوب المتألمين،ان حلاوة جبر الخواطر لاتضاهيها حلاوة،وشهد لايدانية شهد،فلك أن تتخيل كيف يكون حال اليتيم أو الفقير اوالمريض أو الأرملة بعد أن تفرج همومهم،وتزيل غمومهم ،اننا بحاجه ماسه الي هذة العبادة والتحلي بها،فكم من المشاكل والضغوط النفسيه التي تعلموها لهذا يجئ جبر الخواطر كعمليه تنقية أخلاقية سامية،من أصحاب النفوس الطيبه الراقيه،للحد من عذابات الناس،وقسوة الحياة عندهم،ان جبر الخواطر لها نور يتسلل الي القلوب،ودفئ وضياء لايستهان به،

فكما تجبر خواطر الناس،حتما سيجبر الله خاطرك،فأغث الملهوف،وحن علي اليتيم ،وساعد الفقير،وتفقد الأرمله،وامشي في حاجه من يريد العون والمساعدة واعلم أن من مشي بين الناس جابرا للخواطر أدركته عناية الله في جوف المخاطر.

ونحن في هذا اليوم المبارك يوم عرفه اللهم اغفر ذنوبنا واقبلنا بواسع رحمتك ومغفرتك وتجاوز عن سيئاتنا فأنت اكرم الأكرمين.

يارب خفف عنا أعباء زماننا وضيق معاشنا،ولاتسلط علينا من لايخافك ولايرحمنا أنت ولينا في الدنيا والأخرة.

يارب نشكو اليك ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا علي الناس،أشدد من أزرنا وقونا علي أنفسنا وطهر نفوسنا من الظلم والبغي والطغيان.

يارب بارك لنا في أوطاننا وأرزقنا عيشا حلالا ولاتشمت فينا عدوا تجبر ولا حبيبا غدر ولا قلوبا فقدت الرحمه.

يارب أنت الغني فأجعل قناعتنا مصدر ثرائنا وقدرتنا علي أن نواجه حشود الظلم والحاجه.

يارب وحد قلوبنا علي طاعتك،واجمع شملنا بقدرتك وافتح أمامنا أبواب رحمتك.

يارب في هذا اليوم الكريم بارك لنا في بلادنا واحفظها فهي خير بلاد الدنيا مجدا وتاريخا وإيمانا وهدي،وبارك في اولادنا وازواجنا وأحبابنا فأنت القادر وأنت العدل وانت الحق وانت ارحم الراحمين وللحديث بقية في حضرة مولانا صاحب البرية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى