مقالات

للقلب وجهة واحدة

الصحفى محمد نجدى
الصحفى محمد نجدى

كتب — محمد نجدى :

قال أحد الصالحين : ( ليس للقلب إلا وجهة واحدة . إن وجهته إليها إنصرف عن غيرها )
وقال تعالى : ( وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ).
أي ما جعل له من وجهتين في وقت واحد فما توجه إنسان إلى وجهتين إلا ويقع الخلل في إحدى الوجهتين . إنما ذلك من شأن الألوهية
قال تعالى في الحديث القدسي :يابن آدم : خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تشتغل بما هو لك عما أنت له ) فإذا علم العبد أن الأكوان مخلوقه من أجله فينبغي أن يعلم أن الله تعالى رازق من هو مخلوق من أجل العبد فلابد وأن يكون رازقاً للعبد
قال تعالى : ( لا نسألك رزقاً نحن نرزقك )
أي لا نسألك أن ترزق نفسك ولا ترزق أهلك فليس هناك من يستطيع أن يرزق نفسه
إذ أن الله يعلم أن العباد ربما يشوش عليهم طلب الرزق دوام الطاعة وحجبهم طلبهم للرزق عن التفرغ للطاعة والعبودية وموافقة الله تعالى في مراده من خلقه وأمره – فخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم ليُسمِع العباد الخطاب –
فقال تعالى : وأمر أهلك بالصلاة واصْطَبِر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك )
أي قم بخدمتنا بعبوديتك ونحن نقوم لك بقسمتنا – فهما شيئان : شئ ضمنه الله للعبد فلا يتبعه – وشئ طلب من العبد فلا يهمله .
فالعبد الذي اشتغل بما ضُمِنَ له عما طُلِبَ منه فقد عظُمَ جهله واتسعت غفلته وقل ما ينتبه لمن يوقظه ، بل على العبد أن يشتغل بما طُلِبَ منه عما ضُمِنَ له .
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد رزق أهل الجحود ورزق أهل الكفر فكيف لا يجري رزقه على أهل الإيمان ؟!
وهذا لا يعني التواكل وترك العمل والأخذ بالأسباب وإنما التوكل الصحيح مع السعي في الأرض مع حفظ التوازن بين الاشتغال بما هو مطلوب عما هو مضمون .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى